دعا بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس الثاني، الهولنديين لزيارة الأماكن الأثرية في مصر، وذلك خلال الاحتفال الذي أقامته رابطة أصدقاء الكنيسة بهولندا، مساء أمس الخميس، لاستقبال البابا والوفد المرافق له بالمركز الثقافي القبطي بأمستردام.

وذكر المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية القس بولس حليم، على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، مساء أمس الخميس، أن الاحتفالية شهدت حضور سفير مصر بهولندا طاهر فرحات، ومندوب محافظ العاصمة أمستردام، وعدد من ممثلي الكنائس المختلفة بهولندا، والمطران بوليكاربوس من الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، وأسقف الكنيسة الكاثوليكية بهولندا وبعض رهبان دير أخموند.


وافتتح الكلمات أسقف هولندا الأنبا أرسانيوس، وتلاه كلمة مطران للكنيسة السريانية المطران بوليكاربوس، ثم ألقى البابا تواضروس كلمة تحدث فيها عن "مصر القبطية التاريخ والحاضر"، قائلا "هذه هي المرة الأولى التي أزور فيها أمستردام وقادما من مصر، مصر بلد قديمة لها تاريخ طوي، وقد زارتها العائلة المقدسة في القرن الأول لمدة ثلاث سنوات، باركتها من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب".

وتابع "نحن أيضا جئنا من أرض الرهبنة، فأول راهب في العالم من صعيد مصر القديس العظيم الأنبا أنطونيوس، عندنا أديرة كثيرة ورهبان كثيرون في مختلف بقاع مصر، وهنا أود أن أقول أن الشرق يعتبر معبدا كبيرا لأنه مصدر الديانات والفلسفة والفن، أما الغرب فيعتبر معملا كبيرا لأنه مصدر العلوم والاكتشافات، لذلك الشرق يحتاج الغرب، والغرب يحتاج الشرق، فالشرق قلب العالم والغرب عقل العالم، الشرق الروح والغرب التفكير، الشرق والغرب جسد واحد".


وأضاف "نحن لدينا توازن في كل توجهاتنا، فنحن نشرب من نيل واحد وهو ما منحنا الطبيعة الوسطية، ونبني جسورا من التواصل مع معظم كنائس العالم، فمثلا لنا حوارات مع الكنائس الروسية والأنجليكانية وغيرها، وقد تقابلنا مع البطريرك كيرل بطريرك موسكو، فنحن نقدر كل قادة الكنائس".

وأوضح "في مصر نبني علاقات مع كل المصريين، فتوجد علاقات قوية بين الكنيسة والأزهر، فأنا والإمام الأكبر بنينا علاقات قوية من خلال عمل مشترك نقوده سويا، ونحن نحاول أن نبني مصر بعد المواقف المتغيرة التي حدثت في الفترة الماضية".


واختتم البابا كلمته قائلا "فرحان بوجودي وسطكم، وأدعوكم جميعا لزيارة مصر، فالأماكن الأثرية في كل مكان في مصر فحينما تنظر عليها في الخريطة تجدها في المنتصف، فمصر هي قلب العالم".

كان البابا تواضروس قد غادر القاهرة صباح أمس الخميس، متجها إلى هولندا، بمرافقة الأسقف العام بالمنيا ورئيس تحرير مجلة الكرازة الناطقة باسم الكنيسة القبطية الأنبا مكاريوس، والأسقف العام لكنائس شبرا الجنوبية الأنبا مكاري الأسقف العام، والمتحدث الرسمى باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فضلا عن سكرتير البابا، القس أنجيلوس إسحق، وقد استقبلهم سفير مصر في هولندا طاهر فرحات، وأسقف هولندا الأنبا أرساني، وأسقف المنصورة الأنبا داود.